القائمة الرئيسية

مشاركة
كيف تُتلف مَشاهد الإباحية الدماغ كما المخدرات ؟!
‏16 يونيو، 2021
مشاركة

كيف لمشاهدة الاباحية أن تتلف الدماغ كما تتلفهُ المواد المخدرة كالهيروين والكوكايين ؟!

لتبسيط هذه المعلومة و توضيح الرابط بين إدمان المخدرات وإدمان مُشاهدة الاباحيات .. علينا أن ندرك أولا ماذا يحدث في الدماغ حين يستقبل جرعات من الهروين أو الكوكايين ..

 في الدماغ هناك العديد من الناقلات العصبية و التي تلعب دور هام جدا في صحة الإنسان العقلية و العاطفية .. منها الناقل العصبي (الدوبومين Dopamine) و الذي يُفرز و ينشط حين يتعرض الإنسان لخبرات سعيدة و جذابة و جديدة مثل تعلم شيئ جديد أو التحدث مع شخص قريب أو تذوق وجبة لذيذة .. وغيرها من الأنشطة الطبيعية التي تُحفز هذا الناقل العصبي بشكل تدريجي و طبيعي .. 

 

لكن !! حين يتعاطى الإنسان المواد المخدرة كالكوكايين أو الهيروين يرتفع نشاط (الدوبومين Dopamine) في الدماغ بشكل سريع جدا و بمعدلات مُرتفعة عن الطبيعيي فيربتك الدماغ . لذا يشعر المُدمن بنشوة عالية تجعلهُ ينفصل عن واقعه. كذلك مشاهدة الإباحية .. تجعل من (الدوبومين Dopamine) يُفرز بسرعة وبكميات عالية وبعد انتهاء المشهد تنخفض بسرعة أيضا، مما يُجهد الدماغ و يُحفز ناقلات عصبية أخرى في الدماغ لتلقي نفس الجرعة و أعلى.  لذلك نجد أن مُدمن مُشاهدة الاباحيات عادة ما يتدرج من مَشاهد الجنس العادية الى مشاهد الجنس الغير عادية، و للأسف هذا ما يدركهُ صانعي مُحتوى الاباحيات، لذا تجارتهم في السنة تجاوزت ٩٨ بليون دولار بعدد طلب تجاوز ٦٠ مليون يومياً . 

على مدار الأيام و الشهور و سنوات من مُشاهدة الإباحية و إجهاد (الدوبومين Dopamine) و مناطق عدة في الدماغ بأنشطة غير طبيعية و سريعة المفعول يبدأ الدماغ بالتلف .. كما تتلفهُ المخدرات..

 

الأسوء من هذا كلهُ في إدمان مُشاهدة الإباحية هو ( خطر المتعة الغير مُكتملة ) .. و دعني أيضا أشرح لك هذه النقطة ببساطة .. 

حينما يُمارس البالغ العلاقة الجنسية فإن الناقل العصبي ( الاوكسيتوسين – Oxytocin ) و هو ما يُطلق عليه هرمون الحب .. يُفرز بشكل صحي و طبيعي حين تتم عملية الإتصال الجنسي بوجود مشاعر عاطفية عميقة مع الشريك..

مُشاهدة الإباحية لا تُحقق هذا التكامل الصحي في العلاقة الجنسية الصحية ،

و هي : ( إتصال جسدي + ارتباط عاطفي).

لذلك كثير من المتزوجين المُبتلين بإدمان مُشاهدة الإباحية لا تكتمل مُتعتهم الصحية الطبيعية مع شريك حياتهم لأن الناقلات العصبية تبرمجت على إثارات بعيدة عن الواقع. و هذه المُتعة الناقصة يُعاني منها أيضاً الطرف الآخر الغير مُدمن. 

 

إدمان مُشاهدة الإباحية إدمان لا يُفرق بين صغير ولا كبير .. أصغر حالة مرت عليّ في الارشاد النفسي لطفل أدمن على مُشاهدة الإباحيات من عُمر ٤ أربع سنوات !! و هُناك من أُبتلي و لا يخطر ببال أحد أنه من المُدمنين لمشاهدة الاباحية إما لتدينهُ أو تفوقه في العمل او الدراسة او لباقتهُ الاجتماعية .. هو داء خفي يُصيب بدون أي استثناءات .. 

 

لذا دورنا أولا تحصين أنفسنا و بيئاتنا الواقعية و الأهم الافتراضية و ما نختارهُ من إهتمامات، لأنه لا يُشكل هويتنا بل حتى أدمغتنا. و إن كُنت تقرأ هذا المقال و أستودع الله بين يديك أبنائك .. كُن عونا لهم في الوقاية من هذا النوع من الإدمان الخفي. 

 

أولا. ثقفهم و أشبع أنت فضولهم عن الجنس بنفسك !! لا تدع هذه المُهمة لغيرك .. لأن غيرك هو الاعلام أو الأصدقاء و كلامها مصادر غير آمنة تجرُهم للمواقع الإباحية .. 

 

ثانياً.. تحدث بكل شفافية في العُمر المُناسب معهم عن ماهي الإباحية وأثرها على نمو أدمغتهم و مستقبلهم الزواجي ، وفّر ساحة آمنه لهم لطرح تساؤلاتهم و مناقشة أفكارهم.  

 

ثالثاً.. لإدمان مُشاهدته الاباحية علاجات مُوثقة علميا يُقدمها المختصين في العلاج النفسي ،، لا تردد أبدا في تلقي هذه الخدمة إن كنت أنت أو أحد أبنائك بحاجة لها .. فكلما كان التدخل أبكر ، كان التعافي أسرع.. 

 

أخيراً.. درّب أبنائك على مهارات تنظيم الذات و التي تشمل (التنظيم الفكري والعاطفي والسلوكي ) هذه المنظومة من الضبط لا تتشكل في يوم و ليلة و إنما على مدار سنوات من التعليم و التدريب و الأهم (النمذجة) أي أن تكون النموذج الحي لضبط وتنظيم الذات.

 

لقراءة المزيد من الابحاث المُتخصصة في الموضوع: The Journal of Sex Research